حي بلاط... أحد الشواهد على عظمة اسطنبول

في جو من الألفة والتراحم بينها وبين الإنسان تشارك القطط السياح في الجلوس على الطاولات والكراسي في المقاهي الشعبية في "حي بلاط" فيلتقطون الصور التذكارية معها.

هذا الحي الجميل يعتبر من أقدم الأحياء في ولاية اسطنبول، ويقع في منطقة الفاتح بين منطقتي أيوان سراي وفنار إلى الغرب من منطقة أمينونو عند خليج القرن الذهبي الشهير، ويضم بين جنباته العديد من المعالم الأثرية الهامة.

وأبرز ما يميز الحي هو أزقته الضيقة ومنازله المتراصة فيما بينها، وحجارتها المرصوفة على أرض الأزقة والتي تضفي عليها رونقاً خاصاً.

أُدرج الحي ضمن قائمة التراث العالمي "اليونسكو"، كونه يتألف من مباني تاريخية وكنائس أرثوذكسية ومدارس ومعابد الجاليات والأقليات اليهودية واليونانية واﻷرمنية.

وتنتشر في "حي بلاط" محلات "الأنتيكا" من قطع قديمة جداً، ويمكن للسائح أن يقتني العديد من الشعارات التذكارية للدولة العثمانية.

ويتميز "حي بلاط" بمنازله القديمة الملونة والمباني التاريخية، ويرجع تاريخ الحي إلى عهد السلطان العثماني "بايزيد الثاني"، حيث استقبل فيه الجماعات اليهودية الهاربة من الأندلس، بعد إجبارها على الجلاء منها عام 1492 على يد حكام إسبانيا المسيحيين.

ويضم الحي ثلاثة معابد وكنائس لليهود، أبرزها "معبد أهريدا"، وكنيسة " يانبول"، وكنيسة ومتحف "شورا" والذي يحتوي على الكثير من اللوحات الفنية والفسيفساء، واللوحات الجدارية.

ومن أبرز ما يميز الحي أيضاً وجود جامع "فرّوح كتهدا"، الذي بني عام 1562، في عهد السلطان سليمان القانوني، وصممه المعماري الشهير "سنان"، وقد كان الجامع مخصصاً للدراويش على مدى سنين طويلة، وكانت بجواره زاوية للصوفيين، ما جعله يبدو منعزلاً عن العالم الخارجي المحيط به.

ويعتبر هذا الحي من أهم الشواهد على "اسطنبول" وهي عاصمة السياحة بامتياز لما تحتويه من معالم وآثار ومساجد لا مثيل لها في العالم.